‏إظهار الرسائل ذات التسميات معجزات القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات معجزات القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل

25‏/03‏/2011

الكائنات الحية



1.     )وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم( (سورة النعام:38)
قبل أن يكتشف علم السلوك الحيواني منذ القرن التاسع عشر أن مختلف أنوع الحيوان هي أمم أمثالنا لها تنظيمها الخاص بكل صنف و نوع منها، نقرا في كتاب الله :) وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ((سورة النعام:38)

تمهيد
في القرآن الكريم سور بأسماء بعض الحيوانات ، مثل : سورة البقرة و سورة النحل ، وسورة العنكبوت، وسورة الفيل، إشارة إلى ما أودع الله جل جلاله في هذه الحيوانات من بدائع الصنعة، وروائع العظمة، وبما لها من منافع للجنس البشري، ويتجلى الاعاز في تسمية سورة باسم (سورة النحل) و سورة باسم (سورة النمل) فأن كلا من هذين الحشرتين لا تتمكم الواجدة منهما أن تعيش مستقلة في حياتها، بل لا بد لها من الاندماج مع مجموعة  من جنسها.
قال دكتور متخصص بهذا الموضوع: النمل و النحل حشرات اجتماعية تعيش في تجمعات كبيرة، تشكل كل منها مملكة فائقة التنظيم. و النملة أو النحلة لا تستطيع أن تعيش بمفردها مستقلة عن بقية أفراد المملكة، كالعنكبوت، أو الزنابير أو الفراش و غيرها من الحشرات، ولغد اثبت علم السلوك عند النمل  و النحل انه إذا فصلت نملة أو نحلة عن بقية  أفراد المجموعة ماتت، فالنحلة أو النملة في مجموعتها ، هي مثل الأعضاء في كامل الجسم  لا حياه لها بانفصالها عنه . من هنا نجد أول إعجاز علمي قراني، فلقد سميت سورة كاملة من كتاب الله باسم النحل وليس النحلة، و كذلك سميت سورة بالنمل، في حين سميت سورة باسم العنكبوت، و ليس العناكب.

النحل



1.     الإنسان من قبل العلم عربيا كان أو من أي امة لا يعرف عن العسل إلا انه طعام حلو يستلذه ، ولكن العلم اليوم وجد في العسل مئات الفوائد الصحية ، بل و مزيل لمئات العوارض والأمراض، وحتى أصبح علاجا يستخدمه الأطباء الحاذقون لمرضاهم، ولول ما يجب أن ينتبه إليه الإنسان إلى هذه ا لنعمة العظيمة: أن الله جل جلاله جعله حلوا يستلذه الكبير و الصغير، و الصحيح و السقيم، فلو كان بطعم الدواء لم يحصل المطلوب، و قل المستفيدون منه.
2.     المراد بقوله تعالى: ) و أوحى ربك إلى النحل(  أي ألهمها، و يتجلى هذا الإلهام في بناء بيوتها التي يعجز عن مثلها امهر المهندسين في القرن العشرين.
قال (مترلنك): نحن إذا تأملنا أسرار الخلية لا يسعنا إلا أن نطل على ذكر أية من آياتها، هي الحجرة المسدسة التي تكاد تبلغ درجة الكمال المطلق، فلا تستطيع أن تزيد عيه كل عبقريات البشر مجتمعة أية تحسينات ، ولو أن أحدا من عالم آخر هبط إلى الأرض وسال عن أكمل ما أبدعه منطق الحياة لما وسعنا إلا أن نعرض عليه مشط الشمع المتواضع.
علما أن شؤون حياتها كلها على أروع ما يكون من التدبير، ومئات الأبحاث و الدراسات كتبت عن هذه الحشرة الصغيرة و لا يزال العلم يكتشف في كل يوم جديدا من حياته، وفوائد طبيّة من عسلها.
عندما تقدم الطب، وقطع مراحل مهمة اكتشفت الأمراض التي يساعد العسل على شفاءها، بل أكثر من ذلك تبين له مصداق الآلية الكريمة : )يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه(  فالآية الكريمة لم تحدد نوع الشراب ، وجاء العلم مفصلا للشراب و إنها إلى ثلاثة أنواع: العسل، السم، الشراب الملكي، وذكر الأمراض التي تداوي بكل من هذه القسان الثلاثة.
3.     ذكر الدكتور ( بويريش) الأمراض التي تعالج و نشفي بالعسل وهي : القلب، الرئة، المعدة، الأمعاء، الكبد، الجلد، الجهاز العصبي، القس الأعلى من الجهاز التنفسي، أمراض العين، وبعد العمليات الجراحية و غيرها.
و الأمراض التي تعالج و تشفي بالسم: الحمى الروماتيزمية، التهاب الأعصاب، الملاريا، تضخم الغدة الدرقية، ضغط الدم العالي، أمراض الجلد.
أما الغذاء الملكي فهو قادر على فناء الميكروبات الضارة، و الجراثيم المرضية تماما و كاملا.(المصدر:معجزة الأرقام و الترقيم في القران الكريم45)
يقول الدكتور عبد العزيز إسماعيل: أن عسل النحل هو سلاح الطبيب في اغلب الأمراض، واستعماله في ازدياد مستمر بتقدم الطب، فهو يعطى بالفم ، و بالحقن الشرجية، وتحت الجلد، وفي الوريد، و يعطى بصفته مقويا و مغذيا ، وضد التسمم الناشئ من مواد خارجية مثل الزرنيخ ، و الزئبق، و الكلورفورم، وكذلك ضج التسمم الناشئ من أمراض أعضاء في الجسم مثل التسمم البولي، والناتج من أمراض الكبد، والمعدة ، والامعاء، وفي الحميات، والحصبة، والالتهاب الرئوي و السحائي، وفي حالات الذبحة الصدرية، وبصفة خاصة في الارتشاحات العمومية الناشئة من التهاب الكلية الحاد, وفي الاحتقان المخ، والأورام المخية. (المصدر:  الله و العلم الحديث153)
4.     وقال الدكتور صادق عبد الرضا علي: وقد أجرى البروفسور (ن-ايوريش) في معهد الفيتامينات للأبحاث العلمية بموسكو أبحاثا مفادها أن العسل يحتوي على مجموعة من الفيتامينات أهمها : فيتامين ب1، فيتامين ب2، فيتامين ب3، فيتامين ب5، فيتامين ب6، فيتامين ث، فيتامين k، فيتامين E، الكاروتين.
وقال تحت عنوان العسل مضاد للجراثيم: أجرى بعض الأطباء بحوثا على العسل من قبيل زرع جراثيم متنوعة فيه فثبت لديهم موتها بعد ساعات من زرعها كما أكد البعض الآخر من الأطباء بعد إجرائهم تجارب عديدة بان الجراثيم المرضية التي تصيب الإنسان تموت  بالعسل.
و ذكر الدكتور الأمراض التي يمكن أن تداوى بالعسل و يحصل بها الشفاء:
·        أمراض الأطفال
·        أمراض الشيخوخة
·        الأمراض الجلدية
·        أمراض العيون
·        أمراض الجهاز الهضمي
·        أمراض الجهاز التنفسي
·        أمراض جهاز الدوران و القلب
·        أمراض الجهاز العصبي
·        الأمراض النسائية

5.     و توصلت الباحثة الأمريكية (جوليا تشرسن) بعد تجارب متعددة إلى إثبات وجود مادة مجهولة في عسل النحل، و شمعه لها القدرة على شفاء تصلب المفاصل، ووجدت أن العسل المستخرج من القرص مباشرة دون أن يسخن أو يتعرض لأي معاملة صناعية يقضي على تصلب الرسغين الذي يصيب بني الإنسان.( المصدر: الله و العلم الحديث153)
6.     أن احد الجراحين في مستشفى (نورفولك ) الانجليزي تبين له من التجارب التي أجرها أن طبيعة العسل وما يحويه من مواد تساعد على نمو الأنسجة البشرية من جديد فتلتئم الجروح بطريقة مستوية، ويقوم الطبيب المذكور برش العسل على مواضع الجرح بصورة سائلة، أو على هيئة حبيبات.
7.     أعلن البروفسور (كلود هيليو) أن هناك نوعا من عسل النحل يسمى عسل النحل الملكي، له قدرة على إفناء جميع الجراثيم ، و انه سيحقق للإنسانية حلمها في إطاله العمر، والاحتفاظ بالصحة أطول زمن ممكن.
8.     و أسهب الدكتوران دياب و قرقوز الحديث عن فوائد العسل، و الأمراض التي تعالج به أو بالأخرى تشفى به، فقالا : لذلك فان العسل يدخل في حمية جميع المرضى في مستشفى (ايسلر) للأورام السرطانية في ألمانية الغربية. و قالا: العسل يخفض الحموضة المعدية الزائدة، فهو يفيد في القرصة الهضمية، والتهابات المعدة، كما أن إعطاء العسل للمصابين بنقص الحموضة المعدية يؤدي لزيادة معتدلة فيها، بذلك فان للمحاليل العسلية دورا حقيقيا هو تنظيم حموضة المعدة، وفي دراسة ممتعة للبروفسور (خوتكينا) على عدد كبير بالمصابين بالقرحة الهضمية حيث عالجت القسم الأول منهم بالمعالجات العادية، والحمية العادية  للقرحة، و عالجت القسم الثاني بالعسل فقط، وكانت النتيجة هي أن 61 من القسم الأول تم شفاؤهم سريريا ، وبقي 18 منهم يعانون بعض الألم، أما القسم الثاني المعالج بالعسل فقد تم شفاء 84% وبقي 5% منهم يعانون بعض الآلام.
و يرى العلماء أن العسل يملك تأثيرا مضاعفا على القرحة، تأثير موضعي:بتسريع التئام القرحة، وتعديل حموضة المعدة، وتأثير عام بتحسين حاله المريض وتهدئة جهازه العصبي.
وقالا : يفيد العسل في معظم أمراض الكبد و الصفراء عندما يدخل  احتياطي الكبد من مولد السكر و عندما يخرج العسل بغبار الطلع و الغذاء الملكي يشكل أكثر العلاجات الفعالة في أمراض الكبد لما يحويه من أملاح معدنية، و حموض عضوية وفيتامينات وهرمونات وخمائر ومضادات حيوية تنشط وظائف الكبد واستقلاب السكاكر،  كما يعزو العالم(كوخ) هذا الأثر الجيد لوجود عامل نوعي في العسل أسماء العامل (الغليكوتيلي) ، الذي يملك أثرا خاصا على الكبد، يحسن الدوران الدموي ووظائف القلب.
وتحدثا أيضا عن أثره في علاج أمراض القلب فقالا:
واهم الأمراض التي يفيد فيها العسل:
·        التهاب عضلة القلب
·        عقب العمليات الجراحية كمنعش للقلب
·        خناق الصدر
·        قصور القلب المرافق أو غير المرافق بالذبحة الصدرية

9.      عرف لحد الآن 4500 نوعا من النحل الوحشي، وهي في حالة واحدة من حيث لهجرة، وبناء الخلايا، المكان، تناول رحيق الأزهار
10.                        قال عالم البيئة ( مترالينك):لو قدّر أن تفنى أنواع النحل الوحشي و الأهلي فان مائة ألف نوع من النباتات و الثمار و الأوراد ستفنى ، أي أن تمدننا سيفنى أيضا).ذلك لان دور النحل في نقل حبوب اللقاح من ذكر الأشجار إلى مياسم إناثها من الأهمية بحيث يجعل بعض العلماء يعتقدون أن ذبك أهم من إنتاج العسل.
11.                        و تحدث الدكتور عدنان الشريف طويلا عن حياه النحل ومميزاته فقال: أقراص النحل، هي التي تستطيع أن تستوعب اكبر كمية من العسل، أما الأشكال المثلثة أو المربعة أو الدائرية أو غيرها فتستوعب كمية اقل أن كانت لها المساحة نفسها. وأما مقدار الاختلاف بين سماكة الجدران في الخلية فهر بنسبة اثنين بالمائة ه1ا الانجاز المدهش، كيف توصل إليه النحل؟ وما هي آلات القياس التي سمحت لها بالوصول إلى هذا العمل الهندسي الدقيق؟ ربما  بواسطة قرون الاستشعار و الفكين اللتين زودتها بهما الطبيعة كما يقول عالم الحياء (فارنر ناتشيفال) الذي استقينا منه هذه المعلومات! عجيب غريب منطق بعض المتعلمين، و لا نصفهم بالعلماء، من الذين يستترون وراء كلمات جوفاء كالطبيعة و التطور و الصدفة كلما توفقوا أمام بديع الصنعة وإعجازها في الخلق، وكلما تساءلوا عن العلة الأولى الكامنة وراء ذلك  -الله سبحانه و تعالى! – وأما عالم الحشرات (ريمي شوفان) أستاذ السلوك الحيواني في جامعة (السوربون) في باريس، وهو من الذين يصرحون فلنا في كتبهم بان يد الله هي وراء كل شيء عجيب مذهب في عالم  الحشرات و الطبيعة، فقد كتب يقول بان حياه النحل و بناء الخلية هو مناقض لكل ما نعرفه عن نظرية التطور ، فالنحل لم يتطور منذ بدء ظهوره على سطح الأرض أي منذ مئة و خمسي مليون سنة.
قوله تعالى : )ثم كلي من كل الثمرات(
النحلة مأمورة من خالقها بان تأكل من كل الثمرات في  الطبيعة خلافا لكثير من الحشرات التي تعيش على نوع معين من الغذاء، لذلك زودها بكل ما يؤهلها لهذه المهمة:
ففي قرني الاستشعار عندها مسام و شعيرات عصبية دقيقة يتراوح عددها بين عدة آلاف و ثلاثين ألفا بحسب وظيفة النحلة، تشكل في مجموعها حواس الشم واللمس، وتعملان كالرادار، خاصة في ظلام الخلية.
أما العينان،فللنحلة عيون وليس عينان فقط، ففي جانب رأسها عينان كبيرتان تتألف كل واحدة منهما من آلاف العيينات المرصوفة الواحدة منها بجانب الأخرى، وكل عيينة مستقلة في تركيبها وتشريحها ومتممة للأخرى في وظيفتها وعملها. و للنحلة عينان أخريان في أعلى الرأس وتحتهما عين ثالثة، كل ذلك أعطى للنحل سعة أفق في النظر، فالنحلة ترى أقصى اليمين و أقصى الشمال و البعيد و القريب في رقت واحد. و الرؤية عندها أكثر شمولا و اتساعا مما هي عند الإنسان، إذ يكفي النحلة أن ترى القليل من النور لتعرف اتجاه الشمس  وموقعها الصحيح، علما أن عيون النحل لا تتحرك.
أما فم النحلة فمن أعاجيب الالمُرة.خلقه، هو مزود بما يمكنه من أداء جميع الوظائف المطلوبة منه، فهو يقضم من نتاج كل الثمرات و يمضغ و يمتص.
وأما حاسة الذوق فهي شديدة االمُرة.لكل ما هو حلو الطعم، شرط إلا يكون من المستحضرات المصنعة كيميائيا، فالنحل تتجافى عنه ولا تنزل عليه كأنما هو غير موجود ( النحلة مأمورة بان تأكل من الثمرات الطبيعية). و النحل لا يتحرج من المواد المُرة .
أما حاسة السمع، فبالرغم من أن العلم لم يكشف لها حتى الآن مركزا خاصا في جسم النحلة، فمن الثابت أن النحل يتأثر بأصوات ذات ذبذبات لا تستطيع أن تلقطها إذن الإنسان،فلقد سجلت بعض التجارب ذبذبات صوتية رما كانت أصوات الاستغاثة أو إشارات الاتجاه التي ترسلها النحلة الذاهبة إلى المرعى.
و للنحلة أربعة أجنحة لا عضلات فيها لكن المولى أودع فيها من بديع الصنع ما يمكنها من حمل ضعفي ثقل جسمها أثناء الطيران، إذ تبلغ سرعتها القصوى 50 كيلومترا في الساعة و اربعمئة خفقة جناح في الثانية!
و للنحلة ثلاثة أزواج من القوائم البديعة التركيب تستعملها للقط  الغذاء و التذوق و جني الرحيق و حمل الأثقال و استخلاص الشمع وبناء البيوت و تنظيف جسمها. أما دراسة تشريحها وطريقة عملها فهي متعة لمن أراد أن يعرف علميا و على الطبيعة معنى قوله تعالى:
)سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى( (سورة الأعلى:الآية 1-2)،  )وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ( (سورة الجاثية:4)، )الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3)ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ (  (سورة الملك: الآية 3-4).
ذلل المولى للنحل سلوك السبل التي تقودها إلى مختلف الثمرات من الغذاء الموجودة في الطبيعة من خلال بديع الصنعة في خلقه كما سبعت الإشارة أعلاه، وبواسطة لغة تتخاطب بواسطتها العاملات في جني الرحيق و تصنيعه. ولقد استطاع العالم النمساوي ( كارل فون فريش) بعد عشر سنوات من الدراسة فك رموز ( رقصة النحل) و استحق على ذلك جائزة نوبل ( 1973) ، وفيما يلي بعض الأسرار العلمية للغة النحل الراقصة التي تمكنها  بيسر من سلوك الطرق الموصلة إلى ثمرات النبات:

الرقصة الدائرية
إذا كان مصدر الغذاء يبعد مسافة تقل عن خمسين مترا، ترقص النحلة الكاشفة لمصدر الغذاء لدى عودتها إلى الخلية فوق سطح احد الأقراص رقصة دائرية في اتجاه عقارب الساعة تستمر عادة ثلاثين ثانية تقريبا، ثم تغير الاتجاه بعكس عقارب الساعة، وكذا دراليك، فتفهم العاملات الجانيات  في رحيق الأزهار إن مصدر الغذاء هو على مسافة تقل خمسين مترا من الخلية. كما إن النحلة الكاشفة تفرز على مصدر الغذاء الذي اكتشفته مادة كيميائية ذات رائحة نفاذة تقود العاملات من النحل إلى اكتشاف مصدر الغذاء الذي اكتشفته مادة كيميائية ذات رائحة نفاذه تقود العملات من النحل إلى اكتشاف مصدر الغذاء الذي تجمعه ثم تعود به إلى الخلية، كما ترشد غيرها إليه بطريقة الرقص الدائري نفسها.

الرقصة الثُمانية الاختلاجية
إذا كان مصدر الغذاء يبعد أكثر من خمسين مترا، فالنحلة الكاشفة و بعد إن تعود إلى الخلية، تدل على مصدر الغذاء بان ترقص فوق قرص من أقراص الشمع رقصة بشكل حرف الثمانية ( كما يكتب باللاتينية ولكن بصورة أفقية هكذا 55)، إذ تسير النحلة على احد الأقراص في خط عمودي أو مائل مسافة قصيرة من الأعلى إلى الأسفل أو العكس ، و أثناء سيرها تهز بطنها ثم تغير اتجاهها إلى اليسار، في حركة نصف دائرية بعكس اتجاه عقارب الساعة لتنتهي إلى بداية خطها الأول، ثم تسير في الخط السابق نفسه، حتى إذا وصلت إلى نهايته غيرت اتجاهها إلى اليمين ي حركة نضف دائرية باتجاه عقارب الساعة حتى تعود مرة ثانية إلى بداية الخط لتعيد الرقص و الدوران مرة يسارا و أخرى يمينا. و كلما كان رقصها أكثر سرعة كان مصدر الغذاء قريبا من الخلية ، وكلما قلت سرعة رقصها كان مصدر الغذاء بعيدا عن الخلية ، فإذا كان الغذاء على بعد خمسين مترا أتمت النحلة أربعين دائرة في الدقيقة، وإذا كان على بعد خمسمائة متر أتمت أربعا و عشرين لفة في الدقيقة، وإذا بعد ألف متر أتمت ثماني عشرة لفة.




الماء




1.     )ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُجيرية - بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ( (سورة البقرة:74)
الآية الكريمة تشير إلى حقائق علمية توصل إليها العلماء في العصر الحديثة.
·        أن مياه المطار تتسرب إلى داخل الأرض، و عندما تصل إلى مناطق صخرية صلبه تختزن فيها، فتكون الصخور لها بمثابة الخزّان في حفظها.
·        و إذا وصلت إلى صخور جيرية  - اقل صلابة من الأولى – فتنبع على شكل عيون.
قال الدكتور عدنان : إشارة على الصخور الصلبة التي لا ينفذ منها الماء، و التي تشكل قاع الخزانات الجوفية، ولولاها لما أمكن تخزين المياه.
و قوله تعالى: ) وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء( إشارة إلى الصخور الجيرية و الكلسية التي ينفذ منها الماء ويخرج.
2.     ) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( (سورة النور : 45) .
أن الكائنات الحية – حيوان أو نبات أو أحياء مجهريه دقيقة – معظم أجسامها ماء، ولكن يتفاوت في نسبة وجوده حسب طبيعة أنسجتها و خصائصها و بنيتها.
و هناك بعض الزواحف من لها أكثر من أربع أرجل، ولكن العلم يقول: إنها تعتمد في مشيها على أربع فقط.
3.     )أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (( سورة الانبياء:30)
قال الدكتور ( توماس دافيد باركس ) رئيس قسم الكيمياء بمعهد بحوث ستانفورد: و للماء فوق ذلك كثير من الخواص الأخرى ذات الأهمية البالغة، و التي إذا نظر الإنسان إليها في مجموعها وجدها تدل على التصميم و التدبير، فالماء يغطي نحو ثلاثة  أرباع سطح الأرض، وهو بذلك يؤثر تأثيرا بالغا على الجو السائد ودرجة الجرارة، ولو تجرد الماء من بعض خواصه لظهرت على سطح الأرض تغيرات في درجة الحرارة تؤدي إلى حدوث الكوارث، و للماء درجة ذوبان مرتفعة ، وهو يبقى سائلا فترة طويلة من الزمن ، وله حرارة تصعيد بالغة الارتفاع، وهو بذلك يساعد على بقاء درجة الحرارة فوق سطح الأرض عند معدل ثابت يصونها من التقلبات العنيفة ، ولولا كل ذلك لتضاءلت صلاحية الأرض للحياة إلى حد كبير، ولقلت متعة النشاط الإنساني على سطح الأرض بدرجة عظيمة.
و للماء خواص أخرى فريدة في نوعها، وتدل كلها على أن مبدع هذا الكون كقد رسمه وصممه بما يحقق مصالح مخلوقاته، فالماء هو المادة الوحيدة المعروفة التي تقل كثافتها عندما تتجمد، ولهذه الخاصية أهميتها الكبرى بالنسبة للحياة، إذ بسببها يطفو الجليد على سطح الماء عندما يشتد البرد بلا من أن يغص إلى قاع المحيطات و البحيرات و الأنهار، ويكون تدريجيا كتلة صلبة لا سبيل إلى إخراجها أو إذابتها، و يكون الجليد الذي يطفو على سطح البحر طبقة عازلة تحفظ الماء الذي تحته في درجة حرارة فوق درجة التجميد، وبذلك تبقى الأسماك و غيرها من الحيوانات المائية حية، و عندما يأتي الربيع يذوب الجليد بسرعة.
قال الدكتور (فرانك الن)  عالم الطبيعة البيولوجية : و يمتاز الماء بأربع خواص هامة تعمل على صيانة الحياة في المحيطات و البحيرات والأنهار، وخاصة حينما يكون الشتاء قارصا طويلا ، فالماء يمتص كميات  كبيرة من الأوكسجين عندما تكون حرارته منخفضة، وتبلغ كثافته أقصاها في درجة أربعة مئوية، والثلج اقل كثافة من الماء مما يجعل الجليد المتكون في البحيرات و الأنهار يطفو ع إلى سطح الماء لخفته النسبية ، فيهيئ بذلك الفرصة لاستمرار حياه الكائنات التي تعيش في الماء في المناطق الباردة، وعندما يتجمد الماء تنطلق منه كميات كبيرة من الحرارة تساعد على صيانة حياة الأحياء التي تعيش في البحار.
قال الدكتور (موريس بوكاي): إن مفهوم أصل الأشياء ليس موضع شك، إذ يمكن أن يفهم من هذه الآية أن الماء مادة أساسية في صنع كل شيء حي، أو أن الماء أصل كل شيء حي، هذان المعنيان الممكنان وتوافقان مع المعطيات العلمية فقد عثر على أن أصل الحياة مائي، و أن الماء هو العنصر الأول لكل خلية حية، وانه لا سبيل إلى الحياة دون الماء، وعندما ندرس إمكانية لحياه على أي كوكب نبادر إلى التساؤل: ثل يحتوي هذا الكوكب الماء بكمية كافية.

النحل



1.     الإنسان من قبل العلم عربيا كان أو من أي امة لا يعرف عن العسل إلا انه طعام حلو يستلذه ، ولكن العلم اليوم وجد في العسل مئات الفوائد الصحية ، بل و مزيل لمئات العوارض والأمراض، وحتى أصبح علاجا يستخدمه الأطباء الحاذقون لمرضاهم، ولول ما يجب أن ينتبه إليه الإنسان إلى هذه ا لنعمة العظيمة: أن الله جل جلاله جعله حلوا يستلذه الكبير و الصغير، و الصحيح و السقيم، فلو كان بطعم الدواء لم يحصل المطلوب، و قل المستفيدون منه.
2.     المراد بقوله تعالى: ) و أوحى ربك إلى النحل(  أي ألهمها، و يتجلى هذا الإلهام في بناء بيوتها التي يعجز عن مثلها امهر المهندسين في القرن العشرين.
قال (مترلنك): نحن إذا تأملنا أسرار الخلية لا يسعنا إلا أن نطل على ذكر أية من آياتها، هي الحجرة المسدسة التي تكاد تبلغ درجة الكمال المطلق، فلا تستطيع أن تزيد عيه كل عبقريات البشر مجتمعة أية تحسينات ، ولو أن أحدا من عالم آخر هبط إلى الأرض وسال عن أكمل ما أبدعه منطق الحياة لما وسعنا إلا أن نعرض عليه مشط الشمع المتواضع.
علما أن شؤون حياتها كلها على أروع ما يكون من التدبير، ومئات الأبحاث و الدراسات كتبت عن هذه الحشرة الصغيرة و لا يزال العلم يكتشف في كل يوم جديدا من حياته، وفوائد طبيّة من عسلها.
عندما تقدم الطب، وقطع مراحل مهمة اكتشفت الأمراض التي يساعد العسل على شفاءها، بل أكثر من ذلك تبين له مصداق الآلية الكريمة : )يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه(  فالآية الكريمة لم تحدد نوع الشراب ، وجاء العلم مفصلا للشراب و إنها إلى ثلاثة أنواع: العسل، السم، الشراب الملكي، وذكر الأمراض التي تداوي بكل من هذه القسان الثلاثة.
3.     ذكر الدكتور ( بويريش) الأمراض التي تعالج و نشفي بالعسل وهي : القلب، الرئة، المعدة، الأمعاء، الكبد، الجلد، الجهاز العصبي، القس الأعلى من الجهاز التنفسي، أمراض العين، وبعد العمليات الجراحية و غيرها.
و الأمراض التي تعالج و تشفي بالسم: الحمى الروماتيزمية، التهاب الأعصاب، الملاريا، تضخم الغدة الدرقية، ضغط الدم العالي، أمراض الجلد.
أما الغذاء الملكي فهو قادر على فناء الميكروبات الضارة، و الجراثيم المرضية تماما و كاملا.(المصدر:معجزة الأرقام و الترقيم في القران الكريم45)
يقول الدكتور عبد العزيز إسماعيل: أن عسل النحل هو سلاح الطبيب في اغلب الأمراض، واستعماله في ازدياد مستمر بتقدم الطب، فهو يعطى بالفم ، و بالحقن الشرجية، وتحت الجلد، وفي الوريد، و يعطى بصفته مقويا و مغذيا ، وضد التسمم الناشئ من مواد خارجية مثل الزرنيخ ، و الزئبق، و الكلورفورم، وكذلك ضج التسمم الناشئ من أمراض أعضاء في الجسم مثل التسمم البولي، والناتج من أمراض الكبد، والمعدة ، والامعاء، وفي الحميات، والحصبة، والالتهاب الرئوي و السحائي، وفي حالات الذبحة الصدرية، وبصفة خاصة في الارتشاحات العمومية الناشئة من التهاب الكلية الحاد, وفي الاحتقان المخ، والأورام المخية. (المصدر:  الله و العلم الحديث153)
4.     وقال الدكتور صادق عبد الرضا علي: وقد أجرى البروفسور (ن-ايوريش) في معهد الفيتامينات للأبحاث العلمية بموسكو أبحاثا مفادها أن العسل يحتوي على مجموعة من الفيتامينات أهمها : فيتامين ب1، فيتامين ب2، فيتامين ب3، فيتامين ب5، فيتامين ب6، فيتامين ث، فيتامين k، فيتامين E، الكاروتين.
وقال تحت عنوان العسل مضاد للجراثيم: أجرى بعض الأطباء بحوثا على العسل من قبيل زرع جراثيم متنوعة فيه فثبت لديهم موتها بعد ساعات من زرعها كما أكد البعض الآخر من الأطباء بعد إجرائهم تجارب عديدة بان الجراثيم المرضية التي تصيب الإنسان تموت  بالعسل.
و ذكر الدكتور الأمراض التي يمكن أن تداوى بالعسل و يحصل بها الشفاء:
·        أمراض الأطفال
·        أمراض الشيخوخة
·        الأمراض الجلدية
·        أمراض العيون
·        أمراض الجهاز الهضمي
·        أمراض الجهاز التنفسي
·        أمراض جهاز الدوران و القلب
·        أمراض الجهاز العصبي
·        الأمراض النسائية

5.     و توصلت الباحثة الأمريكية (جوليا تشرسن) بعد تجارب متعددة إلى إثبات وجود مادة مجهولة في عسل النحل، و شمعه لها القدرة على شفاء تصلب المفاصل، ووجدت أن العسل المستخرج من القرص مباشرة دون أن يسخن أو يتعرض لأي معاملة صناعية يقضي على تصلب الرسغين الذي يصيب بني الإنسان.( المصدر: الله و العلم الحديث153)
6.     أن احد الجراحين في مستشفى (نورفولك ) الانجليزي تبين له من التجارب التي أجرها أن طبيعة العسل وما يحويه من مواد تساعد على نمو الأنسجة البشرية من جديد فتلتئم الجروح بطريقة مستوية، ويقوم الطبيب المذكور برش العسل على مواضع الجرح بصورة سائلة، أو على هيئة حبيبات.
7.     أعلن البروفسور (كلود هيليو) أن هناك نوعا من عسل النحل يسمى عسل النحل الملكي، له قدرة على إفناء جميع الجراثيم ، و انه سيحقق للإنسانية حلمها في إطاله العمر، والاحتفاظ بالصحة أطول زمن ممكن.
8.     و أسهب الدكتوران دياب و قرقوز الحديث عن فوائد العسل، و الأمراض التي تعالج به أو بالأخرى تشفى به، فقالا : لذلك فان العسل يدخل في حمية جميع المرضى في مستشفى (ايسلر) للأورام السرطانية في ألمانية الغربية. و قالا: العسل يخفض الحموضة المعدية الزائدة، فهو يفيد في القرصة الهضمية، والتهابات المعدة، كما أن إعطاء العسل للمصابين بنقص الحموضة المعدية يؤدي لزيادة معتدلة فيها، بذلك فان للمحاليل العسلية دورا حقيقيا هو تنظيم حموضة المعدة، وفي دراسة ممتعة للبروفسور (خوتكينا) على عدد كبير بالمصابين بالقرحة الهضمية حيث عالجت القسم الأول منهم بالمعالجات العادية، والحمية العادية  للقرحة، و عالجت القسم الثاني بالعسل فقط، وكانت النتيجة هي أن 61 من القسم الأول تم شفاؤهم سريريا ، وبقي 18 منهم يعانون بعض الألم، أما القسم الثاني المعالج بالعسل فقد تم شفاء 84% وبقي 5% منهم يعانون بعض الآلام.
و يرى العلماء أن العسل يملك تأثيرا مضاعفا على القرحة، تأثير موضعي:بتسريع التئام القرحة، وتعديل حموضة المعدة، وتأثير عام بتحسين حاله المريض وتهدئة جهازه العصبي.
وقالا : يفيد العسل في معظم أمراض الكبد و الصفراء عندما يدخل  احتياطي الكبد من مولد السكر و عندما يخرج العسل بغبار الطلع و الغذاء الملكي يشكل أكثر العلاجات الفعالة في أمراض الكبد لما يحويه من أملاح معدنية، و حموض عضوية وفيتامينات وهرمونات وخمائر ومضادات حيوية تنشط وظائف الكبد واستقلاب السكاكر،  كما يعزو العالم(كوخ) هذا الأثر الجيد لوجود عامل نوعي في العسل أسماء العامل (الغليكوتيلي) ، الذي يملك أثرا خاصا على الكبد، يحسن الدوران الدموي ووظائف القلب.
وتحدثا أيضا عن أثره في علاج أمراض القلب فقالا:
واهم الأمراض التي يفيد فيها العسل:
·        التهاب عضلة القلب
·        عقب العمليات الجراحية كمنعش للقلب
·        خناق الصدر
·        قصور القلب المرافق أو غير المرافق بالذبحة الصدرية

9.      عرف لحد الآن 4500 نوعا من النحل الوحشي، وهي في حالة واحدة من حيث لهجرة، وبناء الخلايا، المكان، تناول رحيق الأزهار
10.                        قال عالم البيئة ( مترالينك):لو قدّر أن تفنى أنواع النحل الوحشي و الأهلي فان مائة ألف نوع من النباتات و الثمار و الأوراد ستفنى ، أي أن تمدننا سيفنى أيضا).ذلك لان دور النحل في نقل حبوب اللقاح من ذكر الأشجار إلى مياسم إناثها من الأهمية بحيث يجعل بعض العلماء يعتقدون أن ذبك أهم من إنتاج العسل.
11.                        و تحدث الدكتور عدنان الشريف طويلا عن حياه النحل ومميزاته فقال: أقراص النحل، هي التي تستطيع أن تستوعب اكبر كمية من العسل، أما الأشكال المثلثة أو المربعة أو الدائرية أو غيرها فتستوعب كمية اقل أن كانت لها المساحة نفسها. وأما مقدار الاختلاف بين سماكة الجدران في الخلية فهر بنسبة اثنين بالمائة ه1ا الانجاز المدهش، كيف توصل إليه النحل؟ وما هي آلات القياس التي سمحت لها بالوصول إلى هذا العمل الهندسي الدقيق؟ ربما  بواسطة قرون الاستشعار و الفكين اللتين زودتها بهما الطبيعة كما يقول عالم الحياء (فارنر ناتشيفال) الذي استقينا منه هذه المعلومات! عجيب غريب منطق بعض المتعلمين، و لا نصفهم بالعلماء، من الذين يستترون وراء كلمات جوفاء كالطبيعة و التطور و الصدفة كلما توفقوا أمام بديع الصنعة وإعجازها في الخلق، وكلما تساءلوا عن العلة الأولى الكامنة وراء ذلك  -الله سبحانه و تعالى! – وأما عالم الحشرات (ريمي شوفان) أستاذ السلوك الحيواني في جامعة (السوربون) في باريس، وهو من الذين يصرحون فلنا في كتبهم بان يد الله هي وراء كل شيء عجيب مذهب في عالم  الحشرات و الطبيعة، فقد كتب يقول بان حياه النحل و بناء الخلية هو مناقض لكل ما نعرفه عن نظرية التطور ، فالنحل لم يتطور منذ بدء ظهوره على سطح الأرض أي منذ مئة و خمسي مليون سنة.
قوله تعالى : )ثم كلي من كل الثمرات(
النحلة مأمورة من خالقها بان تأكل من كل الثمرات في  الطبيعة خلافا لكثير من الحشرات التي تعيش على نوع معين من الغذاء، لذلك زودها بكل ما يؤهلها لهذه المهمة:
ففي قرني الاستشعار عندها مسام و شعيرات عصبية دقيقة يتراوح عددها بين عدة آلاف و ثلاثين ألفا بحسب وظيفة النحلة، تشكل في مجموعها حواس الشم واللمس، وتعملان كالرادار، خاصة في ظلام الخلية.
أما العينان،فللنحلة عيون وليس عينان فقط، ففي جانب رأسها عينان كبيرتان تتألف كل واحدة منهما من آلاف العيينات المرصوفة الواحدة منها بجانب الأخرى، وكل عيينة مستقلة في تركيبها وتشريحها ومتممة للأخرى في وظيفتها وعملها. و للنحلة عينان أخريان في أعلى الرأس وتحتهما عين ثالثة، كل ذلك أعطى للنحل سعة أفق في النظر، فالنحلة ترى أقصى اليمين و أقصى الشمال و البعيد و القريب في رقت واحد. و الرؤية عندها أكثر شمولا و اتساعا مما هي عند الإنسان، إذ يكفي النحلة أن ترى القليل من النور لتعرف اتجاه الشمس  وموقعها الصحيح، علما أن عيون النحل لا تتحرك.
أما فم النحلة فمن أعاجيب الالمُرة.خلقه، هو مزود بما يمكنه من أداء جميع الوظائف المطلوبة منه، فهو يقضم من نتاج كل الثمرات و يمضغ و يمتص.
وأما حاسة الذوق فهي شديدة االمُرة.لكل ما هو حلو الطعم، شرط إلا يكون من المستحضرات المصنعة كيميائيا، فالنحل تتجافى عنه ولا تنزل عليه كأنما هو غير موجود ( النحلة مأمورة بان تأكل من الثمرات الطبيعية). و النحل لا يتحرج من المواد المُرة .
أما حاسة السمع، فبالرغم من أن العلم لم يكشف لها حتى الآن مركزا خاصا في جسم النحلة، فمن الثابت أن النحل يتأثر بأصوات ذات ذبذبات لا تستطيع أن تلقطها إذن الإنسان،فلقد سجلت بعض التجارب ذبذبات صوتية رما كانت أصوات الاستغاثة أو إشارات الاتجاه التي ترسلها النحلة الذاهبة إلى المرعى.
و للنحلة أربعة أجنحة لا عضلات فيها لكن المولى أودع فيها من بديع الصنع ما يمكنها من حمل ضعفي ثقل جسمها أثناء الطيران، إذ تبلغ سرعتها القصوى 50 كيلومترا في الساعة و اربعمئة خفقة جناح في الثانية!
و للنحلة ثلاثة أزواج من القوائم البديعة التركيب تستعملها للقط  الغذاء و التذوق و جني الرحيق و حمل الأثقال و استخلاص الشمع وبناء البيوت و تنظيف جسمها. أما دراسة تشريحها وطريقة عملها فهي متعة لمن أراد أن يعرف علميا و على الطبيعة معنى قوله تعالى:
)سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى( (سورة الأعلى:الآية 1-2)،  )وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ( (سورة الجاثية:4)، )الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3)ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ (  (سورة الملك: الآية 3-4).
ذلل المولى للنحل سلوك السبل التي تقودها إلى مختلف الثمرات من الغذاء الموجودة في الطبيعة من خلال بديع الصنعة في خلقه كما سبعت الإشارة أعلاه، وبواسطة لغة تتخاطب بواسطتها العاملات في جني الرحيق و تصنيعه. ولقد استطاع العالم النمساوي ( كارل فون فريش) بعد عشر سنوات من الدراسة فك رموز ( رقصة النحل) و استحق على ذلك جائزة نوبل ( 1973) ، وفيما يلي بعض الأسرار العلمية للغة النحل الراقصة التي تمكنها  بيسر من سلوك الطرق الموصلة إلى ثمرات النبات:

الرقصة الدائرية
إذا كان مصدر الغذاء يبعد مسافة تقل عن خمسين مترا، ترقص النحلة الكاشفة لمصدر الغذاء لدى عودتها إلى الخلية فوق سطح احد الأقراص رقصة دائرية في اتجاه عقارب الساعة تستمر عادة ثلاثين ثانية تقريبا، ثم تغير الاتجاه بعكس عقارب الساعة، وكذا دراليك، فتفهم العاملات الجانيات  في رحيق الأزهار إن مصدر الغذاء هو على مسافة تقل خمسين مترا من الخلية. كما إن النحلة الكاشفة تفرز على مصدر الغذاء الذي اكتشفته مادة كيميائية ذات رائحة نفاذة تقود العاملات من النحل إلى اكتشاف مصدر الغذاء الذي اكتشفته مادة كيميائية ذات رائحة نفاذه تقود العملات من النحل إلى اكتشاف مصدر الغذاء الذي تجمعه ثم تعود به إلى الخلية، كما ترشد غيرها إليه بطريقة الرقص الدائري نفسها.

الرقصة الثُمانية الاختلاجية
إذا كان مصدر الغذاء يبعد أكثر من خمسين مترا، فالنحلة الكاشفة و بعد إن تعود إلى الخلية، تدل على مصدر الغذاء بان ترقص فوق قرص من أقراص الشمع رقصة بشكل حرف الثمانية ( كما يكتب باللاتينية ولكن بصورة أفقية هكذا 55)، إذ تسير النحلة على احد الأقراص في خط عمودي أو مائل مسافة قصيرة من الأعلى إلى الأسفل أو العكس ، و أثناء سيرها تهز بطنها ثم تغير اتجاهها إلى اليسار، في حركة نصف دائرية بعكس اتجاه عقارب الساعة لتنتهي إلى بداية خطها الأول، ثم تسير في الخط السابق نفسه، حتى إذا وصلت إلى نهايته غيرت اتجاهها إلى اليمين ي حركة نضف دائرية باتجاه عقارب الساعة حتى تعود مرة ثانية إلى بداية الخط لتعيد الرقص و الدوران مرة يسارا و أخرى يمينا. و كلما كان رقصها أكثر سرعة كان مصدر الغذاء قريبا من الخلية ، وكلما قلت سرعة رقصها كان مصدر الغذاء بعيدا عن الخلية ، فإذا كان الغذاء على بعد خمسين مترا أتمت النحلة أربعين دائرة في الدقيقة، وإذا كان على بعد خمسمائة متر أتمت أربعا و عشرين لفة في الدقيقة، وإذا بعد ألف متر أتمت ثماني عشرة لفة.




الصلاة



)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلوةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ( (سورة البقرة: آية 153).
و الصلاة أهم الواجبات الإسلامية، أن قبلت قبل كل ما سواها، وان ردت رد كل ما سواها.
إن قُبلت تُقبلت بها الأعمال       و أن ترد رد كل ما عُمِل
وفي العلم الحديث:
قال الأستاذ نوفل: حركات الرياضة هي خير حركات يمكن بها تنشيط الحركة الدموية، وكذلك كافة أجهزة و أعضاء الجسم على الإطلاق، فالركوع و القيام منه يقوي عضلات الهر و المعدة،كما يقوي السجود و الاعتدال عضلات الفخذين و الساقين، وكذلك تحرك الصلاة عضلات اليدين والرقبة وكافة أعضاء الجسم.
وقال الدكتور دياب : أن للسجود أثرا حسنا على الأوعية الدماغية، وعلى وظائف الدماغ من تفكير و إبداع، فكلما كانت حالة الأوعية الدماغية جيدة كان وارد الدماغ من الغذاء و الأوكسجين مع الدم جيدا، حتى أن كثيرا من الأمراض العصبية الخطيرة تنتج عن اضطراب تحصيل لهذه الأوعية من تمزق وانسداد. أن انخفاض الرأس للأسفل أثناء السجود يؤدي لاحتقان دموي في الأوعية،وعند ارتفاع الرأس للأعلى فجأة يحصل انخفاض في الضغط داخل الأوعية وفي كل حركة تكون الأوعية الدماغية بين نقيض وارتخاء فتزداد مرونتها،وتقوى جدارها وعضلاتها.
وقال(ديل كارنيجي) :لماذا لا نتجه إلى الله إذا استشعرنا بالقلق، ولماذا لا نؤمن بالله ونحن في اشد الحاجة إلى هذا الإيمان، ولماذا لا تربط أنفسنا بالقوة العظمى المهيمنة على هذا الكون،ولا يبعد بك عن الصلاة والضراعة و الابتهال، انك لست متدينا بطبعك أو بحكم نشاتك، وثق أن الصلاة و الضراعة سوف تسدي إليك عونا اكبر مما تقدّر و إنها شيء عملي فعّال.
قال البروفيسور العلمي( الكسيس كاريل): لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت ليومنا هذا، ولقد رأيت بوصفي طبيبا كثيرا من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم،فلما رفع الطب يده عجزا أو تسليما تدخلت الصلاة فأبرأتهم من عللهم، أن الصلاة كمعدن الراديوم ، مصدر للإشعاع، ومولد ذاتي للنشاط، وبالصلاة يسعى الناس إلى استزادة نشاطهم المحدود حين يخاطبون القوة التي تهيمن على الكون، ويسألونها ضارعين أن تمنحهم قبسا منها يستعينون به على معاناة الحياة ، بل أن الضراعة وحدها كفيلة بان تزيد قوتنا ونشاطنا، ولن تجد أحدا يتضرّع إلى الله مرة إلا عادت عليه الضراعة بأحسن النتائج.
وقال الدكتور علي جليل: بالإضافة إلى تلك الرياضة البنية التي تقوم بها كل يوم خمس مرات والتي  تؤدي إلى تنشيط القلب والدورة الدموية وعلى أثرها تتحسن وظائف الدماغ بسبب تحسين كفاءة التروية الدماغية، وتقوية  جدار وعضلات الشرايين الدماغية، إضافة إلى الاطمئنان النفسي.
أن هذه النقاط التي ذكرناها تأتي نتيجة الحركة أثناء السجود، وبهذه العملية يتغير ضغط الدم، وعلى أثره تتحسن الدورة الدموية.
أما صلاة الصبح فلها فوائد لا يتصورها الإنسان، وعند دراستي للفوائد الصحية لصلاه الصبح توصلت إلى النتائج الطبية التالية:
عند الفجر تكون نسبة غاز الأوزون في الجو عالية، وهذه النسبة تقل عند شروق الشمس، وقد وجدوا أن هذا الغاز له فائدة كبيرة للجهاز العصبي و منشط للعمل الفكري والعضلي، ويزيد من ذروة النشاط العضلي في الصباح الباكر، بحيث إذا استنشق الإنسان نسيم الفجر يشعر بنشوة لا مثيل لها.
وقال عن الوضوء: أما الوضوء صباحا بالماء البارد فهو علاج موضعي، و منشط بنفس الوقت، ون تغير درجات الحرارة له تأثير على الشفاء.
قالت الدكتورة مريم نور لمحرر مجلة ( بلا حدود) لما سألها: ما هي فوائد الصلاة و خاصة صلاة الصبح؟
قالت: هذا علم كبير جدا، الصلوات الخمس هي من العناصر الخمسة الموجودة، صلاة الصبح: قلبك يرتاح في الفجر. الصلوات متعلقة بجسدك و مساراته، لهذا السبب ما من شيء وضعه الله إلا و به حكمة فكرية وعقلية و جسدية، ولها أبعاد وليس لها حدود.