1. الإنسان من قبل العلم عربيا كان أو من أي امة لا يعرف عن العسل إلا انه طعام حلو يستلذه ، ولكن العلم اليوم وجد في العسل مئات الفوائد الصحية ، بل و مزيل لمئات العوارض والأمراض، وحتى أصبح علاجا يستخدمه الأطباء الحاذقون لمرضاهم، ولول ما يجب أن ينتبه إليه الإنسان إلى هذه ا لنعمة العظيمة: أن الله جل جلاله جعله حلوا يستلذه الكبير و الصغير، و الصحيح و السقيم، فلو كان بطعم الدواء لم يحصل المطلوب، و قل المستفيدون منه.
2. المراد بقوله تعالى: ) و أوحى ربك إلى النحل( أي ألهمها، و يتجلى هذا الإلهام في بناء بيوتها التي يعجز عن مثلها امهر المهندسين في القرن العشرين.
قال (مترلنك): نحن إذا تأملنا أسرار الخلية لا يسعنا إلا أن نطل على ذكر أية من آياتها، هي الحجرة المسدسة التي تكاد تبلغ درجة الكمال المطلق، فلا تستطيع أن تزيد عيه كل عبقريات البشر مجتمعة أية تحسينات ، ولو أن أحدا من عالم آخر هبط إلى الأرض وسال عن أكمل ما أبدعه منطق الحياة لما وسعنا إلا أن نعرض عليه مشط الشمع المتواضع.
علما أن شؤون حياتها كلها على أروع ما يكون من التدبير، ومئات الأبحاث و الدراسات كتبت عن هذه الحشرة الصغيرة و لا يزال العلم يكتشف في كل يوم جديدا من حياته، وفوائد طبيّة من عسلها.
عندما تقدم الطب، وقطع مراحل مهمة اكتشفت الأمراض التي يساعد العسل على شفاءها، بل أكثر من ذلك تبين له مصداق الآلية الكريمة : )يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه( فالآية الكريمة لم تحدد نوع الشراب ، وجاء العلم مفصلا للشراب و إنها إلى ثلاثة أنواع: العسل، السم، الشراب الملكي، وذكر الأمراض التي تداوي بكل من هذه القسان الثلاثة.
3. ذكر الدكتور ( بويريش) الأمراض التي تعالج و نشفي بالعسل وهي : القلب، الرئة، المعدة، الأمعاء، الكبد، الجلد، الجهاز العصبي، القس الأعلى من الجهاز التنفسي، أمراض العين، وبعد العمليات الجراحية و غيرها.
و الأمراض التي تعالج و تشفي بالسم: الحمى الروماتيزمية، التهاب الأعصاب، الملاريا، تضخم الغدة الدرقية، ضغط الدم العالي، أمراض الجلد.
أما الغذاء الملكي فهو قادر على فناء الميكروبات الضارة، و الجراثيم المرضية تماما و كاملا.(المصدر:معجزة الأرقام و الترقيم في القران الكريم45)
يقول الدكتور عبد العزيز إسماعيل: أن عسل النحل هو سلاح الطبيب في اغلب الأمراض، واستعماله في ازدياد مستمر بتقدم الطب، فهو يعطى بالفم ، و بالحقن الشرجية، وتحت الجلد، وفي الوريد، و يعطى بصفته مقويا و مغذيا ، وضد التسمم الناشئ من مواد خارجية مثل الزرنيخ ، و الزئبق، و الكلورفورم، وكذلك ضج التسمم الناشئ من أمراض أعضاء في الجسم مثل التسمم البولي، والناتج من أمراض الكبد، والمعدة ، والامعاء، وفي الحميات، والحصبة، والالتهاب الرئوي و السحائي، وفي حالات الذبحة الصدرية، وبصفة خاصة في الارتشاحات العمومية الناشئة من التهاب الكلية الحاد, وفي الاحتقان المخ، والأورام المخية. (المصدر: الله و العلم الحديث153)
4. وقال الدكتور صادق عبد الرضا علي: وقد أجرى البروفسور (ن-ايوريش) في معهد الفيتامينات للأبحاث العلمية بموسكو أبحاثا مفادها أن العسل يحتوي على مجموعة من الفيتامينات أهمها : فيتامين ب1، فيتامين ب2، فيتامين ب3، فيتامين ب5، فيتامين ب6، فيتامين ث، فيتامين k، فيتامين E، الكاروتين.
وقال تحت عنوان العسل مضاد للجراثيم: أجرى بعض الأطباء بحوثا على العسل من قبيل زرع جراثيم متنوعة فيه فثبت لديهم موتها بعد ساعات من زرعها كما أكد البعض الآخر من الأطباء بعد إجرائهم تجارب عديدة بان الجراثيم المرضية التي تصيب الإنسان تموت بالعسل.
و ذكر الدكتور الأمراض التي يمكن أن تداوى بالعسل و يحصل بها الشفاء:
· أمراض الأطفال
· أمراض الشيخوخة
· الأمراض الجلدية
· أمراض العيون
· أمراض الجهاز الهضمي
· أمراض الجهاز التنفسي
· أمراض جهاز الدوران و القلب
· أمراض الجهاز العصبي
· الأمراض النسائية
5. و توصلت الباحثة الأمريكية (جوليا تشرسن) بعد تجارب متعددة إلى إثبات وجود مادة مجهولة في عسل النحل، و شمعه لها القدرة على شفاء تصلب المفاصل، ووجدت أن العسل المستخرج من القرص مباشرة دون أن يسخن أو يتعرض لأي معاملة صناعية يقضي على تصلب الرسغين الذي يصيب بني الإنسان.( المصدر: الله و العلم الحديث153)
6. أن احد الجراحين في مستشفى (نورفولك ) الانجليزي تبين له من التجارب التي أجرها أن طبيعة العسل وما يحويه من مواد تساعد على نمو الأنسجة البشرية من جديد فتلتئم الجروح بطريقة مستوية، ويقوم الطبيب المذكور برش العسل على مواضع الجرح بصورة سائلة، أو على هيئة حبيبات.
7. أعلن البروفسور (كلود هيليو) أن هناك نوعا من عسل النحل يسمى عسل النحل الملكي، له قدرة على إفناء جميع الجراثيم ، و انه سيحقق للإنسانية حلمها في إطاله العمر، والاحتفاظ بالصحة أطول زمن ممكن.
8. و أسهب الدكتوران دياب و قرقوز الحديث عن فوائد العسل، و الأمراض التي تعالج به أو بالأخرى تشفى به، فقالا : لذلك فان العسل يدخل في حمية جميع المرضى في مستشفى (ايسلر) للأورام السرطانية في ألمانية الغربية. و قالا: العسل يخفض الحموضة المعدية الزائدة، فهو يفيد في القرصة الهضمية، والتهابات المعدة، كما أن إعطاء العسل للمصابين بنقص الحموضة المعدية يؤدي لزيادة معتدلة فيها، بذلك فان للمحاليل العسلية دورا حقيقيا هو تنظيم حموضة المعدة، وفي دراسة ممتعة للبروفسور (خوتكينا) على عدد كبير بالمصابين بالقرحة الهضمية حيث عالجت القسم الأول منهم بالمعالجات العادية، والحمية العادية للقرحة، و عالجت القسم الثاني بالعسل فقط، وكانت النتيجة هي أن 61 من القسم الأول تم شفاؤهم سريريا ، وبقي 18 منهم يعانون بعض الألم، أما القسم الثاني المعالج بالعسل فقد تم شفاء 84% وبقي 5% منهم يعانون بعض الآلام.
و يرى العلماء أن العسل يملك تأثيرا مضاعفا على القرحة، تأثير موضعي:بتسريع التئام القرحة، وتعديل حموضة المعدة، وتأثير عام بتحسين حاله المريض وتهدئة جهازه العصبي.
وقالا : يفيد العسل في معظم أمراض الكبد و الصفراء عندما يدخل احتياطي الكبد من مولد السكر و عندما يخرج العسل بغبار الطلع و الغذاء الملكي يشكل أكثر العلاجات الفعالة في أمراض الكبد لما يحويه من أملاح معدنية، و حموض عضوية وفيتامينات وهرمونات وخمائر ومضادات حيوية تنشط وظائف الكبد واستقلاب السكاكر، كما يعزو العالم(كوخ) هذا الأثر الجيد لوجود عامل نوعي في العسل أسماء العامل (الغليكوتيلي) ، الذي يملك أثرا خاصا على الكبد، يحسن الدوران الدموي ووظائف القلب.
وتحدثا أيضا عن أثره في علاج أمراض القلب فقالا:
واهم الأمراض التي يفيد فيها العسل:
· التهاب عضلة القلب
· عقب العمليات الجراحية كمنعش للقلب
· خناق الصدر
· قصور القلب المرافق أو غير المرافق بالذبحة الصدرية
9. عرف لحد الآن 4500 نوعا من النحل الوحشي، وهي في حالة واحدة من حيث لهجرة، وبناء الخلايا، المكان، تناول رحيق الأزهار
10. قال عالم البيئة ( مترالينك):لو قدّر أن تفنى أنواع النحل الوحشي و الأهلي فان مائة ألف نوع من النباتات و الثمار و الأوراد ستفنى ، أي أن تمدننا سيفنى أيضا).ذلك لان دور النحل في نقل حبوب اللقاح من ذكر الأشجار إلى مياسم إناثها من الأهمية بحيث يجعل بعض العلماء يعتقدون أن ذبك أهم من إنتاج العسل.
11. و تحدث الدكتور عدنان الشريف طويلا عن حياه النحل ومميزاته فقال: أقراص النحل، هي التي تستطيع أن تستوعب اكبر كمية من العسل، أما الأشكال المثلثة أو المربعة أو الدائرية أو غيرها فتستوعب كمية اقل أن كانت لها المساحة نفسها. وأما مقدار الاختلاف بين سماكة الجدران في الخلية فهر بنسبة اثنين بالمائة ه1ا الانجاز المدهش، كيف توصل إليه النحل؟ وما هي آلات القياس التي سمحت لها بالوصول إلى هذا العمل الهندسي الدقيق؟ ربما بواسطة قرون الاستشعار و الفكين اللتين زودتها بهما الطبيعة كما يقول عالم الحياء (فارنر ناتشيفال) الذي استقينا منه هذه المعلومات! عجيب غريب منطق بعض المتعلمين، و لا نصفهم بالعلماء، من الذين يستترون وراء كلمات جوفاء كالطبيعة و التطور و الصدفة كلما توفقوا أمام بديع الصنعة وإعجازها في الخلق، وكلما تساءلوا عن العلة الأولى الكامنة وراء ذلك -الله سبحانه و تعالى! – وأما عالم الحشرات (ريمي شوفان) أستاذ السلوك الحيواني في جامعة (السوربون) في باريس، وهو من الذين يصرحون فلنا في كتبهم بان يد الله هي وراء كل شيء عجيب مذهب في عالم الحشرات و الطبيعة، فقد كتب يقول بان حياه النحل و بناء الخلية هو مناقض لكل ما نعرفه عن نظرية التطور ، فالنحل لم يتطور منذ بدء ظهوره على سطح الأرض أي منذ مئة و خمسي مليون سنة.
قوله تعالى : )ثم كلي من كل الثمرات(
النحلة مأمورة من خالقها بان تأكل من كل الثمرات في الطبيعة خلافا لكثير من الحشرات التي تعيش على نوع معين من الغذاء، لذلك زودها بكل ما يؤهلها لهذه المهمة:
ففي قرني الاستشعار عندها مسام و شعيرات عصبية دقيقة يتراوح عددها بين عدة آلاف و ثلاثين ألفا بحسب وظيفة النحلة، تشكل في مجموعها حواس الشم واللمس، وتعملان كالرادار، خاصة في ظلام الخلية.
أما العينان،فللنحلة عيون وليس عينان فقط، ففي جانب رأسها عينان كبيرتان تتألف كل واحدة منهما من آلاف العيينات المرصوفة الواحدة منها بجانب الأخرى، وكل عيينة مستقلة في تركيبها وتشريحها ومتممة للأخرى في وظيفتها وعملها. و للنحلة عينان أخريان في أعلى الرأس وتحتهما عين ثالثة، كل ذلك أعطى للنحل سعة أفق في النظر، فالنحلة ترى أقصى اليمين و أقصى الشمال و البعيد و القريب في رقت واحد. و الرؤية عندها أكثر شمولا و اتساعا مما هي عند الإنسان، إذ يكفي النحلة أن ترى القليل من النور لتعرف اتجاه الشمس وموقعها الصحيح، علما أن عيون النحل لا تتحرك.
أما فم النحلة فمن أعاجيب الالمُرة.خلقه، هو مزود بما يمكنه من أداء جميع الوظائف المطلوبة منه، فهو يقضم من نتاج كل الثمرات و يمضغ و يمتص.
وأما حاسة الذوق فهي شديدة االمُرة.لكل ما هو حلو الطعم، شرط إلا يكون من المستحضرات المصنعة كيميائيا، فالنحل تتجافى عنه ولا تنزل عليه كأنما هو غير موجود ( النحلة مأمورة بان تأكل من الثمرات الطبيعية). و النحل لا يتحرج من المواد المُرة .
أما حاسة السمع، فبالرغم من أن العلم لم يكشف لها حتى الآن مركزا خاصا في جسم النحلة، فمن الثابت أن النحل يتأثر بأصوات ذات ذبذبات لا تستطيع أن تلقطها إذن الإنسان،فلقد سجلت بعض التجارب ذبذبات صوتية رما كانت أصوات الاستغاثة أو إشارات الاتجاه التي ترسلها النحلة الذاهبة إلى المرعى.
و للنحلة أربعة أجنحة لا عضلات فيها لكن المولى أودع فيها من بديع الصنع ما يمكنها من حمل ضعفي ثقل جسمها أثناء الطيران، إذ تبلغ سرعتها القصوى 50 كيلومترا في الساعة و اربعمئة خفقة جناح في الثانية!
و للنحلة ثلاثة أزواج من القوائم البديعة التركيب تستعملها للقط الغذاء و التذوق و جني الرحيق و حمل الأثقال و استخلاص الشمع وبناء البيوت و تنظيف جسمها. أما دراسة تشريحها وطريقة عملها فهي متعة لمن أراد أن يعرف علميا و على الطبيعة معنى قوله تعالى:
)سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى( (سورة الأعلى:الآية 1-2)، )وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ( (سورة الجاثية:4)، )الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3)ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ ( (سورة الملك: الآية 3-4).
ذلل المولى للنحل سلوك السبل التي تقودها إلى مختلف الثمرات من الغذاء الموجودة في الطبيعة من خلال بديع الصنعة في خلقه كما سبعت الإشارة أعلاه، وبواسطة لغة تتخاطب بواسطتها العاملات في جني الرحيق و تصنيعه. ولقد استطاع العالم النمساوي ( كارل فون فريش) بعد عشر سنوات من الدراسة فك رموز ( رقصة النحل) و استحق على ذلك جائزة نوبل ( 1973) ، وفيما يلي بعض الأسرار العلمية للغة النحل الراقصة التي تمكنها بيسر من سلوك الطرق الموصلة إلى ثمرات النبات:
الرقصة الدائرية
إذا كان مصدر الغذاء يبعد مسافة تقل عن خمسين مترا، ترقص النحلة الكاشفة لمصدر الغذاء لدى عودتها إلى الخلية فوق سطح احد الأقراص رقصة دائرية في اتجاه عقارب الساعة تستمر عادة ثلاثين ثانية تقريبا، ثم تغير الاتجاه بعكس عقارب الساعة، وكذا دراليك، فتفهم العاملات الجانيات في رحيق الأزهار إن مصدر الغذاء هو على مسافة تقل خمسين مترا من الخلية. كما إن النحلة الكاشفة تفرز على مصدر الغذاء الذي اكتشفته مادة كيميائية ذات رائحة نفاذة تقود العاملات من النحل إلى اكتشاف مصدر الغذاء الذي اكتشفته مادة كيميائية ذات رائحة نفاذه تقود العملات من النحل إلى اكتشاف مصدر الغذاء الذي تجمعه ثم تعود به إلى الخلية، كما ترشد غيرها إليه بطريقة الرقص الدائري نفسها.
الرقصة الثُمانية الاختلاجية
إذا كان مصدر الغذاء يبعد أكثر من خمسين مترا، فالنحلة الكاشفة و بعد إن تعود إلى الخلية، تدل على مصدر الغذاء بان ترقص فوق قرص من أقراص الشمع رقصة بشكل حرف الثمانية ( كما يكتب باللاتينية ولكن بصورة أفقية هكذا 55)، إذ تسير النحلة على احد الأقراص في خط عمودي أو مائل مسافة قصيرة من الأعلى إلى الأسفل أو العكس ، و أثناء سيرها تهز بطنها ثم تغير اتجاهها إلى اليسار، في حركة نصف دائرية بعكس اتجاه عقارب الساعة لتنتهي إلى بداية خطها الأول، ثم تسير في الخط السابق نفسه، حتى إذا وصلت إلى نهايته غيرت اتجاهها إلى اليمين ي حركة نضف دائرية باتجاه عقارب الساعة حتى تعود مرة ثانية إلى بداية الخط لتعيد الرقص و الدوران مرة يسارا و أخرى يمينا. و كلما كان رقصها أكثر سرعة كان مصدر الغذاء قريبا من الخلية ، وكلما قلت سرعة رقصها كان مصدر الغذاء بعيدا عن الخلية ، فإذا كان الغذاء على بعد خمسين مترا أتمت النحلة أربعين دائرة في الدقيقة، وإذا كان على بعد خمسمائة متر أتمت أربعا و عشرين لفة في الدقيقة، وإذا بعد ألف متر أتمت ثماني عشرة لفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق