25‏/03‏/2011

الماء




1.     )ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُجيرية - بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ( (سورة البقرة:74)
الآية الكريمة تشير إلى حقائق علمية توصل إليها العلماء في العصر الحديثة.
·        أن مياه المطار تتسرب إلى داخل الأرض، و عندما تصل إلى مناطق صخرية صلبه تختزن فيها، فتكون الصخور لها بمثابة الخزّان في حفظها.
·        و إذا وصلت إلى صخور جيرية  - اقل صلابة من الأولى – فتنبع على شكل عيون.
قال الدكتور عدنان : إشارة على الصخور الصلبة التي لا ينفذ منها الماء، و التي تشكل قاع الخزانات الجوفية، ولولاها لما أمكن تخزين المياه.
و قوله تعالى: ) وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء( إشارة إلى الصخور الجيرية و الكلسية التي ينفذ منها الماء ويخرج.
2.     ) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( (سورة النور : 45) .
أن الكائنات الحية – حيوان أو نبات أو أحياء مجهريه دقيقة – معظم أجسامها ماء، ولكن يتفاوت في نسبة وجوده حسب طبيعة أنسجتها و خصائصها و بنيتها.
و هناك بعض الزواحف من لها أكثر من أربع أرجل، ولكن العلم يقول: إنها تعتمد في مشيها على أربع فقط.
3.     )أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (( سورة الانبياء:30)
قال الدكتور ( توماس دافيد باركس ) رئيس قسم الكيمياء بمعهد بحوث ستانفورد: و للماء فوق ذلك كثير من الخواص الأخرى ذات الأهمية البالغة، و التي إذا نظر الإنسان إليها في مجموعها وجدها تدل على التصميم و التدبير، فالماء يغطي نحو ثلاثة  أرباع سطح الأرض، وهو بذلك يؤثر تأثيرا بالغا على الجو السائد ودرجة الجرارة، ولو تجرد الماء من بعض خواصه لظهرت على سطح الأرض تغيرات في درجة الحرارة تؤدي إلى حدوث الكوارث، و للماء درجة ذوبان مرتفعة ، وهو يبقى سائلا فترة طويلة من الزمن ، وله حرارة تصعيد بالغة الارتفاع، وهو بذلك يساعد على بقاء درجة الحرارة فوق سطح الأرض عند معدل ثابت يصونها من التقلبات العنيفة ، ولولا كل ذلك لتضاءلت صلاحية الأرض للحياة إلى حد كبير، ولقلت متعة النشاط الإنساني على سطح الأرض بدرجة عظيمة.
و للماء خواص أخرى فريدة في نوعها، وتدل كلها على أن مبدع هذا الكون كقد رسمه وصممه بما يحقق مصالح مخلوقاته، فالماء هو المادة الوحيدة المعروفة التي تقل كثافتها عندما تتجمد، ولهذه الخاصية أهميتها الكبرى بالنسبة للحياة، إذ بسببها يطفو الجليد على سطح الماء عندما يشتد البرد بلا من أن يغص إلى قاع المحيطات و البحيرات و الأنهار، ويكون تدريجيا كتلة صلبة لا سبيل إلى إخراجها أو إذابتها، و يكون الجليد الذي يطفو على سطح البحر طبقة عازلة تحفظ الماء الذي تحته في درجة حرارة فوق درجة التجميد، وبذلك تبقى الأسماك و غيرها من الحيوانات المائية حية، و عندما يأتي الربيع يذوب الجليد بسرعة.
قال الدكتور (فرانك الن)  عالم الطبيعة البيولوجية : و يمتاز الماء بأربع خواص هامة تعمل على صيانة الحياة في المحيطات و البحيرات والأنهار، وخاصة حينما يكون الشتاء قارصا طويلا ، فالماء يمتص كميات  كبيرة من الأوكسجين عندما تكون حرارته منخفضة، وتبلغ كثافته أقصاها في درجة أربعة مئوية، والثلج اقل كثافة من الماء مما يجعل الجليد المتكون في البحيرات و الأنهار يطفو ع إلى سطح الماء لخفته النسبية ، فيهيئ بذلك الفرصة لاستمرار حياه الكائنات التي تعيش في الماء في المناطق الباردة، وعندما يتجمد الماء تنطلق منه كميات كبيرة من الحرارة تساعد على صيانة حياة الأحياء التي تعيش في البحار.
قال الدكتور (موريس بوكاي): إن مفهوم أصل الأشياء ليس موضع شك، إذ يمكن أن يفهم من هذه الآية أن الماء مادة أساسية في صنع كل شيء حي، أو أن الماء أصل كل شيء حي، هذان المعنيان الممكنان وتوافقان مع المعطيات العلمية فقد عثر على أن أصل الحياة مائي، و أن الماء هو العنصر الأول لكل خلية حية، وانه لا سبيل إلى الحياة دون الماء، وعندما ندرس إمكانية لحياه على أي كوكب نبادر إلى التساؤل: ثل يحتوي هذا الكوكب الماء بكمية كافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق