دائما يكون الشيطان ، يشغل الإنسان بالتفكير –لا سيما وقت الصلاة- بأمور التوافه ، يندر إن تحدث، وعلى سبيل المثال: الاعتداءات الصهيونية على لبنان في عام 1996 و التي كان من ضمنها تدمير بعض محطّات الكهرباء، و أشيع في حينه إن هذه المحطات سوف لن يتم إصلاحها إلا بعد فترة قد تتجاوز السنة، وقلق احد الذين يهمهم الأمر، ولكن تبين إن التقنيين لم يتجاوز الأسبوع، وأصبح الكهرباء اعتيادياً.
و أتذكر إني قرأت في كتاب (دع القلق و ابدأ الحياة) تأليف (ديلي كارنيجي) إن بعضهم كان قلقاً للغاية لعدة أمور، و من باب الصدف انه دونها على ورقة، وبعد فترة وجد الورقة ، ورأى إن الأمور التي كان قلقا من اجلها لم يحدث منها شيء، كان قلقا على ابنه الجندي ، لا سيما و الحرب العامية الثانية قائمة وهو قلق لمدرسته لان معظم طلابها جُندِّوا و يوشك إن تغلق وهي سبب رزقه. وهو قلق لان مزرعته تريد استملاكها الدولة، وتدفع له دون ثمنها وهو قلق لسيارته، ويخاف إن تتلف دواليبها، ويعسر عليه آنذاك الحصول على دواليب. وهو قلق لأنه قد يعجز عن إدخال ابنته الدامعة لظروفه الاقتصادية.
لقد سَلِمَ ابنه من الحرب ، و المدرسة امتلأت بالمعوّقين فزاد دخله، والدولة استثنت عن استملاك المزرعة، ولم تتعطل دواليب السيارة، كما إن ظروفه ساعدته على إدخال ابنته الجامعة.
من هذا وغيره يتبين إن الكثير من الأمور التي نقلق لها، ونحزن لها قبل وقوعها لا تتحقق، ويصرفها عنا قاضي الحاجات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق