25‏/03‏/2011

الفقر



لو تأمل الإنسان مليا موضوع الفقر لوجده  من نعم الله تعالى على عباده، فهو يصقل النفس، ويصفي الذهن، ولا أدل على ذلك من إن أكثر العلماء والمخترعين من الفقراء ، أضف إلى ذلك ما اعدّ الله جل جلاله لعباده الفقراء من نعيم في الآخرة.
قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا كان يوم القيامة أمر الله عزّ وجل منادياً ينادي: أين الفقراء؟ فيقوم عنق من الناس، فيؤمر بهم إلى الجنّة:قبل الحساب؟! فيقولون: أعطيتمونا شيئاً فتحاسبوا عليه؟ فيقول الله عزّ وجلّ: صدقوا، عبادي ما أفقرتكم هوانا بكم، ولكن ادخرت هذا لكم لهذا اليوم، ثم يقول لهم:  انظروا و تصفّحوا وجوه الناس فمن أتى إليكم معروفا فخذوا بيده و ادخلوه الجنة.
إن الفقراء يعيشون في بعد عن المخاوف التي يعيشها الأغنياء، فالأغنياء يخافون الدولة وسطوتها ، و يخافون السرّاق و أساليبهم الكثيرة في اللصوصية ، وربما قتلوا الصحاب الأموال، كما يحدث هذا دائماً، كما إنهم يصبحون في قلق ويمسون في قلق، و نقل احدهم انه كان نائما إلى جنب احد الأثرياء، فسمعه يصيح أثناء النوم: كيف صار موضوع القمح؟ وبعد برثة صاح: الباخرة تأخرت، وهكذا، فهو لكثرة تفكيره في أعماله و تجارته لا ينام نوما هادئاً، بل يبقى العقل الباطني في دوامة من العمل و الجهد.
و نقل آخر: انه كان نائما على السطح مع احد الأثرياء فانتبه عطشانا فرأى الثري جالسا متفكّراً، فسأله عن السبب؟ قال: أنا متحيّر هل ارفع شكوى على آل فلان – الفلاحين الذين يعملون عنده –.  فالأموال كما هي تبعد الإنسان عن نعيم الآخرة كذلك تبعده عن الراحة وملاذ الدنيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق