حث الإسلام على المبادرة إلى الزواج، ونهاهم عن التأخر، ويكفي من ذلك الحديث النبوي الشريف:من تزوج فقد أحرز نصف دينه، فليتق الله في النص الباقي.
وعمل الشيطان بكل جهده في عرقلة الموضوع، فمن غلاء للمهور، إلى اندفاع للعمل حتى لم يعد يفكر في الزواج، إلى انشغال بالدراسة.
و أيضا جاءهم بالتفاوت الطبقي، فيلقي في الأذهان أهل البنت بان هذا الشاب غير كفء لبنتنا، خلافا لتعاليم الإسلام: المسلم كفؤ المسلمة، إلى حواجز و موانع أخرى كثيرة.
و يستيقظ الشاب من سباته و قد ابيضت محاسنه، فيأتيه الشيطان هذه المرة من جهة أخرى هي : انه في مثل هذا العمر لا ينبغي له الزواج وكذلك البنت، فهي في سنها المبكر تقدم إليها فلان وفلان فرفضتهم، أو رفضهم أهلها ، وهي بعد أن تجاوزت العقد الثالث من عمرها طبيعي أن يتقدم إليها من هو اقل شانا ومرتبا من الأوائل، فتبادر أيضا إلى ردهم.
و أخيرا يبقى الرجل و المرأة بلا زواج، ففي كل أسرة عدد من هؤلاء وهؤلاء يوافون قبورهم عزّابا، والحديث الشريف: رذّال موتاكم العزّاب.
فيا أيها المسلم، ويا أيتها المسلمة بادرا للزواج سنة الله في عباده ، واتركا العلل الباطلة، فان ساعة يأنس بها الوالد مع ولده، والوالدة مع وليدها تعدل عمر العزاب.
وحتى لو لم يحالفكما الحظ في الزواج في مقتبل شبابكما فلا تتأخرا عند اليقظة, فكم ممن تأخر زواجه رأى أحفاده، و الله في عون العبد ما دام ممتثلا لأمر مولاه.
وليكن نصب أعينكم قوله جل جلاله : )وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ( (سورة النور: 32).
و الحديث النبوي الشريف: من كان له ما يتزوج به فلم يتزوج فليس منا.
و حديث الأمام الصادق عليه السلام: من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بربه، لقوله سبحانه وتعالى : )أن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله(.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق