25‏/03‏/2011

من إعجاز القرآن الكريم



للقرآن الكريم جوانب كثيرة للإعجاز، فمنها: ما تحداهم به أن يأتوا بمثله: }فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ{ (سورة الطور:34).
فعجزوا عن ذلك وهم أهل البيان، و أصحاب المعلقات بل إن فنهم الأول و الأخير الشعر و الأدب و الفصاحة، فتنزّل معهم إلى عشرة سور }أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{ (سورة هود:13)
فعجزوا عن ذلك ايضاً، فتنّزل معهم إلى إن يأتوا بسور وحدة }وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{ (سورة البقرة:23).
فعجزوا عن ذلك فتحداهم }قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا{ (سورة الإسراء: 88)
و من جوانب إعجازه أيضا: تكرار قراءته يوميا بدون ملل، خلافا لجميع كتب الدنيا، فأنت لو قرأت لأعظم المؤلفين كتابا، ثم عدت إليه ثانيا تجد في ذلك الملل و السأم ، ولو ألزمت على قراءته ثالثا لكان بمنزله حبة الدواء، بينما الملايين من المسلمين _ بل و أكثر من هذا: فكثير منهم يكرر قراءة سوراً معينة في كل يوم و ليلة طيلة عمرهم، و مع ذلك فهم عند كل قراءة تنشرح صدورهم، و كأنهم سمعوه الساعة من نبيهم صلى الله عليه و سلم.
و من إعجاز القران الكريم انك حينما تجد إن احد المؤلفين استشهد في كتابه بآية فتجد التفاوت بين الكلامين واضحا جليا ، و على سبيل المثال: فنهج البلاغة _فتجد الإمام عليه السلام حينما يستشهد بآية من القران الكريم ترى تفاوتاً ملحوظاً بين الكلامين .
و من جوانب الإعجاز أيضا : الكتب الكثيرة المؤلفة في علوم القران الكريم ، فمنذ العصر الأول و حتى اليوم و مئات الكتب في التفسير، ومئات أخرى في الفقه و الأحكام، و مئات في الطب و الفلك والعلوم الحديثة، ومئات في القصص، و مئات في الاجتماع، و مئات في الفهرسة، و تفصيل الآيات ، و الأمثال إلى علوم كثيرة لا يعلم عددها إلا الله جل جلاله.
أما موضوع اللغات التي ترجم إليها القران الكريم، وعدد الترجمات لكل لغة، فهذا ما لا يحيط به القلم، فمنذ مئات السنين  يعكف المستشرقون الأوربيون على دراسة القران الكريم ، و ترجمته إلى مختلف اللغات، إضافة إلى كتبهم الأخرى في القرآن ،  ولم تنحصر الترجمة بعلماء الغرب ، بل إن القران ترجم إلى جميل لغات العالم، فهناك ترجمات لعلماء شرقيين مسلمين حلقوا فيها، لا تزال تطبع و تنشر.
و ثمة معجزة آخر القرآن الكريم و هو كثرة حُفاظّه، فملايين من المسلمين الذين يحفظون القرآن بأجمعه، و ملايين آخرون يحفظون الأجزاء الكثيرة منه، بل إن جميع المسلمين كل منهم يحفظ منه ما تيسر له حفظه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق