أرادنا الله جل جلاله لأمر وذهبنا لغيره ، أرادنا أن نعيش في الدنيا سعداء أصحاء، في امن من جميع المنغّصات، فهو من اجل ذلك شرّع الشرائع، وأرسل الرسل، انزل الكتب، كل ذلك لنسعد في الدنيا، و نتنعّم في الآخرة، أما هو ففي غنى عن عبادتنا }إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ{ (سورة العنكبوت:6).
و أيضا أراد لنا حين ننتقل من هذه الدنيا ننتقل إلى }وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ{ (سورة آل عمران : 133) ، فيها ما لا عين ران ، ولا إذن سمعت، قد مهّدنا مقرّنا فيها بما قدّمنا من الأعمال الصالحة، يقول الأمام الصادق عليه السلام: إن العمل الصالح ليذهب إلى الجنة فيمهد لصاحبه ، ما يبعث الرجل غلامه فيفرش له، ثم قرأ : }و الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلأنفسهم يمهدون{
و من المؤسف أن الشيطان جرنا على سبله ، فتركنا تعاليم السماء ، فصارت حياتنا مليئة بالآلام ، محفوفة بالشدائد، تجد كل فرد منا و به عدة أمراض، يعاني الكثير من المكاره، يكابد مجموعة من الشدائد، يصبح محزوناً، و يمسي مهموماً.
و موضوع بحثنا هو صلاه الصبح، وهي ركعتان، ووقتها من طلوع الفجر حتى طلوع الشمس، انك لو تأملت هذا التشريع أيقنت أن الإسلام يريد لنا النشاط و العمل، فالاستيقاظ المبكر من أهم عوامل الصحة.
ويتحدث دكتور عما يجنيه المصلي من الفوائد الصحية فيقول: أما صلاه الصبح فلها فوائد لا يتصورها الإنسان، وعند دراستي للفوائد الصحية لصلاه الصبح توصلت إلى النتائج التالية:
1. عند الفجر تكون نسبة غاز الأوزون في الجو عالية، وهذه النسبة تقل عند شروق الشمس ، وقد وجدوا بان هذا الغاز له فائدة كبيرة للجهاز العصبي، ومنشط للعمل الفكري و العضلي، و يزيد من ذروة النشاط العضلي في الصباح الباكر، بحيث إذا استنشق الإنسان نسيم الفجر يشعر بنشوة لا مثيل لها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أبرك لأمتي في بكورها.
2. أما الوضوء صباحا بالماء البارد، فهو علاج موضعي، ومنشط بنفس الوقت، و أن تغير درجات الحرارة له تأثير على الشفاء.
أضف إلى ذلك أن هذا الاستيقاظ المبكر يدفع بالإنسان للعمل، فينطلق المصلي إلى عمله أكثر مما ينتج الذي يغّط في نومه، يقوم عند ارتفاع النهار كسلاناً، منحل الجسم. واعلم انه ليس لصلاه الصبح ميزة عن غيرها من الفرائض، بل أن جميع الفرائض اليومية، وجميع ما شرّعه الله دل جلاله، وأمر عباده به، هو على هذا الغرار من العطاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق